تعتبر أزمة الملف النووي الإيراني، من أكثر القضايا الصعبة التي تواجه المجتمع الدولي. فما هي حكاية الملف النووي الايراني؟ تم إطلاق برنامج إيران النووي في فترة خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة الامريكية نفسها حيث كان التوجة في ذلك الوقت ان تستخدم الذرة من اجل السلام حيث شاركت الولايات المتحدة وحتى بعض الحكومات الأوروبية الغربية في البرنامج النووي الإيراني إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران. وهنا تغيرت المعادلة الطاقة النووية قد تسخدم لغايات سلمية مثل انتاج الكهرباء او تحلية المياه او في الطب او الغذاء او حتى استكشاف الفضاء، وهذا امر رائع جداً. فكثير من دول العالم بما فيها بعض الدول العربية تستخدم الطاقة النووية لغايات سليمة. لكن بالمقابل فان الطاقة النووية قد تستخدم لغايات غير سلمية، بمعنى لغايات عسكرية مثل انتاج القنابل النووية. ولكي نميز بين الاستخدام السلمي والعسكري نحن بحاجة الى تخصيب اليورانيوم، باعتبار ان اليورانيوم عنصر رئيسي، وهذا التخصيب هو الفيصل بين الاستخدام السلمي او العسكري. فاذا اردنا ان نستخدم اليورانيوم لغايات سليمة نحن بحاجة الى تخصيبه بنسبة لا تتجاوز 5 في المئة، واي تجاوز عن ذلك يعني ان تلك الدوله بدأت تخرج عن المسموح به وهو الاستخدام السلمي. مع ملاحظة انه اذا ارادت دوله ما انتاج الاسلحة النووية فلا بد ان تخصب اليورانيوم بنسبة 90 %. تجدر الإشارة إلى أن إيران كغالبية دول العالم قد وقعت عام 1968 على معاهدة تسمى: معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والمعروفة دولياً ب NPT Non-Proliferation Treaty فكان ذلك التزاما منها بعدم تطوير أسلحة نووية. وطالما انها وقعت على هذه المعاهده فهي ملزمة فتح منشآتها امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المسؤوله عن مراقبة البرامج النووية السلمية على مستوى العالم. غير أنه اعتبارا من 2002، أصبح البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق للمجتمع الدولي: والسؤال لماذا بدأ القلق من البرامج النووي الايراني ؟ السبب ببساطة هو اكتشاف وجود موقعين نووين سريين، موقع نطنز وموقع أراك، حيث كان من المفروض على ايران ان تعلم الوكالة الدولية بهذه المواقع طالما انها حسنت النية، والسبب الآخر تبين ان نسبة تخصيب اليورانيوم المتفق عليها دوليا وهي 5 % قد تجاوزتها كثيراً. فاذا ارات ايران تخصيب اليورانيوم لغايات سليمة فهناك نسبة معروفه للتخصيب واي تجاوز لهذه النسبة يعني ان توجة للاستخدام العسكري. ماذا كان رد فعل المجتمع الدولي؟ حاول المجتمع الدولي حل الموضوع بطرق سليمة حيث بدات المفاوضات مع ايران في عواصم اوروبية مختلفة لكن تزايد ضغط المجتمع الدولي على إيران تدريجيا على النحو التالي: 1. رفعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسألة برنامج إيران النووي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2006، إذ لم يكن بوسع الوكالة تأكيد الأهداف السلمية لهذا البرنامج. واعتمد مجلس الأمن العديد من القرارات منذ ذلك الحين، تلزم إيران بتعليق أنشطتها الحسّاسة وتفرض عليها العقوبات؛ 2. فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة جدا على إيران، وتم تشديد العقوبات كثيرا اعتبارا من عام 2012. وترتبط هذه العقوبات بقطاع النفط والقطاع المالي بوجه رئيس؛ 3. فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على إيران وقامت بتشديدها تدريجيا إلى أن وصلت الى حظر المبادلات التجارية بصورة شبه كاملة بين الولايات المتحدة وإيران؛ 4. اعتمدت العديد من الدول الأخرى أنظمة عقوبات على غرار تلك المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.. عام 2015 وقع اتفاق تاريخي بين ايران من ناحية ومجموعة من الدول هي الولايات المتحدة وبريطاينا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا والمعروف باسم 5+1 اي الدول الخمسة الكبار والمانيا من ناحية وايران من ناحية اخري. بموجب هذا الاتفاق يسمح لايران ان تخصب اليورانيوم بنسبة 3.67 فقط وهي النسبة المقبولة للاستخدام السلمي مقابل ان تبدأ هذه الدول بالتخفيف التدريجي للعقوبات على ايران. بعد هذا الاتفاق تنفس المجتمع الدولي واستبشر خيراً بنهاية لتلك الازمة التي طال امدها لكن للاسف فشل هذا الاتفاق بعد ان انسحبت الولايات المتحده من هذا الاتفاق عندما وصل الرئيس الامريكي ترمب Trump الى السلطة واصفا هذا الاتفاق بانه كارثي وفظيع. واعادت فرض العقوبات على ايران الامر الذي دفع ايران ان تتخلى عن التزاماتها. في النهاية اقول ان إيران ما زالت تصر على أنها لا تسعى أبدا إلى تطوير سلاح نووي في حين ان المجتمع الدولي يشكك بهذه النوايا

الملف النووي الإيرانيالنووي الإيرانيالاتفاق النوويالاتفاق النووي الإيرانيالبرنامج النووي الإيرانيالملف النوويالبرنامج النوويالمرشد الإيرانيوزير الطاقة الإيرانيالملف النووي الايرانيالبرنامج النووي الايرانيالإتفاق النووى الإيرانىحكاية النووي الإيرانيالنووي الغيرانيالاتفاق النووي الايرانيالتسليح النوويمفاوضات الملف النوويالبرلمان الإيرانيالحرس الثوري الإيرانيالقنبلة النوويةإيران والسلاح النوويمباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي